الساعة الآن الرابعة فجرًا، وأنا أحاول عابثة العودة للنوم.
على النافذة ستارة تشف ما وراءها، تشبه ثوب جدتي، أشكّ أن قطعة القماش هذه سافرت عبر المحيط من بيتنا. الوصلات المستطيلة، الخيط الرفيع الذي يربطها بالجدار. تحاول أختي استعادة ذكريات الطفولة ومزرعة الأجداد حيث وزعت جدتي غلائلها على النوافذ كستائر خفيفة.
وفي كل موسم نعود لنجد القطع تتغير، هذا التنوع الرائع الذي عزز لدي فكرة الجمال في الاختلاف، الحياة أكمل عندما لا يكون كل شيء مقصوص بالضبط مثل قوالب البسكويت.
أحاول العودة إلى النوم لأن نهارات پنسلڤانيا طويلة، وأنا في عطلة، يغمرني شعور غريب وتنهمر دمعتي. كنت مثل فأر يركض على عجلة. منذ عدة أشهر وأنا أبحث عن مخرج هادئ لأنظر لكل شيء من الأعلى، أو عن بعد على وجه التحديد.
كنت أبحث خلال الساعات الأولى من الليل عن سبب قلقي، لماذا لا استطيع النوم حتى الآن؟ لماذا الغفوة صعبة؟ بدأت بتحليل الأسباب تباعًا:
-
الأسبوع الماضي كنت اسكن في فندق صاخب استمعت فيه لأصناف من الانذارات، وصراخ الشارع، ونيويورك ببساطة.
-
ستيت كولج –المدينة التي أحاول النوم فيها حاليا– هادئة جدًا، تقع في وادي، وتحيط بها الجبال والهضاب، غابات على مد البصر، والآن تحولت إلى مدينة أشباح بعد نهاية العام الدراسي.
-
للمنزل جدار قصير جدًا وبوابة خشبية تغلق بقطعة معدنية يمكن للريح هزها، كيف تنام في منزل بجدار قصير؟ وتذكرت حديثًاحانقًا لبريطاني يسكن نيويورك منذ عقود، التقيت به الأسبوع الماضي. كان يتحدث عن منازل بجدران مرتفعة جدًا على حد تعبيره، تُبنى في نيويورك. ضحكت من غضبه، هذا هو المعتاد لديّ، ليته يعلم أنني الآن أصارع الأرق بسبب هذا الجدار القصير.
-
الأخضر الغامر الذي يحيط بي منذ يومين، هذا الأخضر في عيني وقلبي يبقيني مستيقظة، متأهبة، لا أريد أن أغمضهما فيختفي. تذكرت رحلتي إلى بريطانيا خلال سبتمبر الماضي، نفس الذهول والألوان غير القابلة للتجاهل بعد اسمنت المدن العملاقة.
أغفو أخيرًا بعد أن طمئنت نفسي، أنّ الغد سيأتي ويمكنني الالتصاق بالنافذة أو المشي لغابات الصنوبر متى ما أردت.
خلال الأيام الماضية انهيت القسم الأول من رحلتي في نيويورك، السبب الرئيسي كان حضور مؤتمر 99u الإبداعي العاشر، والأول بالنسبة لي. حضور المسرحيات الأحدث، ليلة في الفيلاهارمونيك، والكثير من المشي واكتشاف المساحات الجديدة.
خذلتني صحتي لعدة أيام، لكنني احتفلت بنفسي كما يجب، تحت وطئة الحمى والأقدام التي ببساطة فقدت الأمل في المحاولة كنت أركض من حدث لآخر. من صورة لأخرى، ومن صوت لصوت.
الحمد لله، كل الصناديق شُطبت، والآن دور الراحة!
منذ اللحظة التي وصلت فيها إلى بنسلفانيا ألقيت بكل حملي على كاهل أخوتي. احملوا الحقيبة أرجوكم، دعوني أحضنكم وأبكي قليلًا. في أقدامي جوارب مختلفة من سلة الغسيل، سروال رياضي لا أذكر متى اخترته، وكنزة كحلية سأعيش فيها حتى ترتفع درجة الحرارة عن ١١ مئوية.
هذا هو شكل الإجازة التي انتظر، هذا هو شكل راحتي من القلق، من الركض، من الحيرة في قرارات وضعتها لنفسي ولم يجبرني أحد على اختيارها.
أريد أن اتعلم من جديد فضيلة التخلص من القلق، السير بلا خطة، وأن اسمح للآخرين برعايتي دون التدخل في شكل هذه الرعاية. أن أهدأ، واسمع صوت تنفسي. لساعة، لليلة، لأسبوع فقط!
.
.
.
.
‘أريد أن اتعلم من جديد فضيلة التخلص من القلق، السير بلا خطة، وأن اسمح للآخرين برعايتي دون التدخل في شكل هذه الرعاية.’
You said what exactly I am passing through right now, thank you! 🙁
التدوين والقراءة لكِ فيه رائحة غريبة وقريبة رائحة تحبها لأنها لاتشبه أحد تخصك وحدك لأنك فقط من يشعر بها
شكرت لكِ .. واكتبي دائما فنحن الذين تركتنا الكتابة على قارعة الطريق نحب جدا قراءة اللافتات الطويلة ببطء حيث الطريق السريع والاشارات الحمراء التي تصدر دائما صوت المنبه المنزعج : بسرعة لاتقف .
أحلم بقراءة كتاب لك يا هيفا
أريد أن اقرأ كلماتك ممتدة بين دفتي كتاب وأنا على سريري
لأن التدوينات قصيرة ولا تشبعني
الحمدالله على سلامتك ونتظر جديدك بكل حب وشوق
“Dear Hifa”
هذا التعبير خرج مني أكثر من مرة أثناء القراءة. شكرًا لله عليكِ هيفاء.
عزيزتي هيفا
اتمنى لك الصحه والنوم المريح دوما بعيدا الضغوط
You know It’s very Cogent..So Soul-Dwelling Really
I would recommend this little amusing book :
(The Man who misstook his Wife4ahat)
Oliver Sacks
I enjoyed It