.
.
خلال ساعات عملي اليوم مررت بمصطلح تقني “حلول التعافي من الكوارث” هذا المصطلح وجدت له التعريف التالي واقتبسه:
“عمليات موثوقة أو مجموعة من الإجراءات لاستعادة وحماية تكنولوجيا المعلومات لأي منظمة في حالة وقوع كارثة“
تخيلوا احتراق مبنى فيه مجموعة من خوادم الشبكة؟ أو قواعد بيانات ضخمة؟ أي مكان فيه مجموعة من البيانات المحفوظة إلكترونيًا قد يتعرض لكارثة ما، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان.
كالعادة أبحث عن قصة وراء الكلمات وأتخيلها تأخذ مشهد من حياتي، مشاهد ما بعد الكوارث. لكن ما الذي يمكن أن نسميه كارثة حقًا؟ تصنيفي يختلف عن تصنيفك. قررت ألا أطيل التفكير فأمامي جبل من المهام، والانفصال عن الواقع يوم الأحد غير مناسب جدًا.
سألت غووغل فأوصلني لموقع المعاني، في المعجم الوسيط الكارثة هي النازلة العظيمة والمصيبة، والآفة والشدة. وكلمات كثيرة متتابعة وأمثلة بالزلازل والأعاصير. في أسفل الصفحة ظهر الفعل “اكترث” والاكتراث هو الاهتمام بالشيء واعطائه وزنًا. ولو فكّرنا قليلًا، الكارثة يمكن أن تكون الشيء الذي يهمّك جدًا ويقلقك. حلول التعافي من الكوارث تشمل استعادة البيانات وإعادة تشغيل الأنظمة.
فكرت في الحلول التي أتبعها للتعافي، الراحة والكثير من النوم، اعتزال الناس –قليلا– ، الفضفضة والكتابة والكثير من البكاء. الطبخ، القراءة، والغرق في العمل ما استطعت. أحيانًا استعادة شهيتي للحياة تأتي سريعًا وأحيان أخرى تبقى الأوضاع مضطربة، تمامًا مثل مدينة داهمها إعصار.
ما هي الخطوات التي تستخدمونها لاستعادة أنظمتكم بعد كارثة؟
طير العشاء
اقتربت من الطبيعة كثيرًا في طفولتي، لم تكن تمر عدة أشهر حتى أخرج لمزرعة جدي وجدتي، واختلط بالزرع والحيوانات. كانت الأيام تمشي كالساعة بدون تخطيط منّا أو اهتمام. يطلع الصّباح فنتبع جدتي وهي تكتشف عش الدجاج، تطلّ على الحمام، وتطعم الخراف. وفي الجهة الأخرى من الأرض جدّي يمشي، يتفقد المزروعات والماء. أذكر حتى اليوم ملمس الطين بين كفّي، كلّ يوم نصنع الكعك ونرشّه بالرمل الأبيض متخيلين بأنه سكّر! نبيع أوراق الأشجار ونقفز من ساقية لأخرى. الاقتراب من الطبيعة يجعلك تؤمن أكثر بمسؤوليتك تجاهها، يرقّ قلبك للكائنات جميعها. ترحمها وتستقبلها بحبّ.
تذكرت أختي قبل عدة ليالي مسمّى “طير العشاء” الذي كان الكبار يخيفوننا به، لا تطلع السطح يجيك طير العشاء. لا تروح للنخل يجيك طير العشاء! ونحنُ بكلّ ذكاء نفكر: يا ترى كيف شكله؟ هل هو نوع من العثّ الضخم؟ هو خفاش؟ ما زلت أذكر مرة لمحت فيها طائرًا في المساء. ركضنا للمنزل في صرخة واحدة: طير العشاء. كان شكله أقرب للخفاش، وأعتقد بأنه طائر صغير قرر تغيير مكان نومه قبل الصباح.
لا أتخيل حياتي اليوم بلا فسحة بعيدة من المدن وازدحامها، الهدوء الذي ينبهك إلى الصخب الذي تعيشه. أصوات العصافير التي تغرد بلحن مختلف لا يشبه المخنوق بين جبال الاسمنت. انتظر ربيع هذا العام، وأعد نفسي برحلة منعشة تمنحني رئة ثالثة.
قصاصات ملهمة لبداية الأسبوع
هنا ١١ فكرة لتغيير حياتك إلى الأفضل
كلوي جوردانو تطرز قطع جميلة (اكتشفت أن التطريز أحد أحب الفنون إلى قلبي)
.
.
.
الاقتراب من الطبيعة يجعلك تؤمن أكثر بمسؤوليتك تجاهها، يرقّ قلبك للكائنات جميعها. ترحمها وتستقبلها بحبّ.
بالفعل ريحه الطين قد تكون مثل الخشوع في الصلاه ..
الهدوء اللي نسمعه من خلاله تنبعث اصوات العصافير وماطور البيير وصوت الماء كتراتيل
العزلة،، العزلة الشيء الأول الذي أتبعه لاستعادة نفسي بعد أي كارثة مادية أو معنوية.
مااجمل الصباح مع تدويناتك الملهمة هيفا ❤️
كيف استعيد نفسي بعد الكوارث؟
اغرق تماما في حياتي العادية وكأن شيئا لم يحدث!
هههههه اعتقد ان هذا يزيد الوضع سوءا في بعض الأحيان، لكنه الخيار الأفضل من أن اغرق في التفكير فأقع في دوامة لا قدرة لي على الخروج منها..
أفتقد الطبيعة نوعا ما نظرا ظروف عيشي في قلب المدينة، وأتوق للسفر لبلاد مليئة بها لتعويض هذا الفقد 🌸
خوش تدوينة، خوش حچي. اليوم حيث أعمل توقفت شبكات الاتصال، فتعليقي يجيء من واقع مُعاش، لعل الانفصال عن تيار الشبكة والمدن، والجُنُوح لاختيارات أبطأ ولو قسرياً يعتبر خياراً محبذاً بين وقت ووقت، كل يوم أترك مكتبي ضحىً وأضحك لكلمة أقولها تصف هذا الأمر، أقول أنني سأنطلق في البرِّية، أتجول مشياً بالقرب من المبنى، لاسيما والمكان مزروع ومهيَّأ للمشي، هذه الخطوة مثلا هي اختيار بطيء لمواجهة الكارثة -الله الكافي سبحانه- أو استباق حدوثها للتخفيف من آثارها، نقاوم، ونخلط الكدر بالصفو ونستسيغه، وأي الناس تصفو مشاربهُ؟!