“ذات يوم اصطحبتنا والدتي للقائه.
التقينا برجل هيئته غرائبية، اصلع، يرتدي النظارات. قال بأنّه اسباني واسمه رامون، قال أنه صديق مقرّب من والدي. كان والدي يتصدّر الطاولة دائما. عندما جلس الاسباني هناك ركضت باتجاهه وأخبرته بأن هذا مكان والدي، وفي غيابه مكاني. اخبرتني والدتي لاحقاً بأنّ والدي سيكون فخوراً بي، بطفلة الخامسة وكيف تصرّفت. سكب رامون لنفسه نبيذاً أحمر. كان والدي دائما يمزج نبيذه بالمياه المعدنية. سألته: كيف تقول بأنك صديق جيد لوالدي وتجهل كيف يحتسي نبيذه؟ اعطني كأسك قليلا لأريك. ومزجت النبيذ بالماء ومددته له، تهللّ وجهه فرحاً. لاحقا في ذلك اليوم، وزع علينا رامون الحلوى، أنا وأخوتي، اعطى لكل واحدة من الفتيات علبة، واقتسم الصبية علبة واحدة بينهما. عندما توفي والدي ارتنا والدتي صوره لرامون “الاسباني” الذي تذكرتّه جيداً. محتضناً كفّيها ويسند رأسه على جبينها.
قلت: ما الذي كنتِ تفعلينه مع ذلك الرجل الذي ليس والدي؟
قالت: ولكنه كان والدك.”
هيلدا غيفارا (١٩٥٦–١٩٩٥)
.
.
.
.
قالت: ولكنه كان والدك.” **
❤️