هيَ

Édouard Boubat, Devant La fenêtre, France, 1978

عرفت الاصغاء وأن تسمع حتى ما بين الأسطر. لقد كان هو واسع الاطلاع جداً وكانت هي حادة البصر وحتى أحيانا حادة البصيرة. لقد كان هو رجلا مستقيماً، حريصاً، نزيهاً ومجتهداً، وكانت هي دائما تتأمل لتفهم لماذا من يتمسك بقوة برأي معين يتمسك به بالذات وليس برأي آخر، ولماذا من يعارض بحماس صاحب الرأي الأول يحتاج بقوة إلى أن يتمسك بالرأي المعاكس.

الملابس أثارت اهتمامها فقط كنافذة تطل منها إلى داخل لابسيها. عندما كانت تجلس في بيت معارفها كانت تتأمل وتتمعن بدقة مواد التنجيد، والستائر والكنبات، والتذكاريات الموزعة على عتبات النوافذ وألعاب الزينة التي على الرفوف، في حين ينغمس الآخرون في النقاش والجدال. وكأنها كلفت بمهمة تحريات. أسرار الناس كانت تشدها دائما، ولكن عند أحاديث القيل والقال كانت في الغالب تنصت بابتسامتها الخفيفة، ابتسامة مترددة إلى درجة تبدو معها كمن تريد أن تلغي نفسها، وتصمت. سكتت كثيراً جداً. ولكنها إن خرجت عن صمتها وتكلّمت عدة جمل لم تعد المحادثة إلى ما كانت عليه قبل أن تتكلّم.

اقتباس من قصة عن الحبّ والظلاملعاموس عوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.