“..عامة الناس. يا لها من عبارة غبية. ماذا أعرف أنا عن عامّة الناس؟ أنظر إلى آلاف الأشخاص أثناء النهار، وأرى العشرات منهم بعينين مدركتين. أراهم متجهّمين أو مبتسمينـ متمهلين أو مستعجلين، قبحاء الشكل أو وسيمين، سوقيين، أو جذابين. وهذا ما أسميه عامة الناس. ما هي نظرة كل من هؤلاء الأشخاص إلي؟ أنا أيضاً أسير متمهلا أو مستعجلا، متجهما أو مبتسما، البعض منهم يراني قبيحاً والبعض الآخر وسيماً، أو سوقياً، أو جذاباً. في النهاية، أنا أيضا جزء من عامة الناس. أنا أيضا غافي التفكير بالنسبة إلى بعضهم. كلنا نتناول يومياً جرعة المورفين التي تنوّم تفكيرنا. العادات اليومية، والعادات السيئة، والكلام المتكرر، والحركات المألوفة، والأصدقاء المضجرون، والأعداء الذين لا نحقد عليهم حقدا حقيقيا، كل ذلك ينوّمنا. حياة ممتلئة.. من يقدر على الادّعاء أنه يعيش الحياة بملئها؟ كلّ أعناقنا مغلولة إلى نير الرتابة، كلنا ننتظر شيئاً، ولا أحد يعرف ماذا…نعم، كلنا ننتظر. بعضنا ملتبسة عليه الأمور أكثر من غيره لكنّ الانتظار سمة الكلّ. عامة الناس، هذا الكلام وبهذه الطريقة، بهذه النبرة المتعالية، هو كلام أغبياء. مورفين العادة..مورفين الرتابة.”
– “المنور” خوسيه ساراماغو
يالهُ من كلامٍ يشبهُ صعقات الكهرباء لغرضِ إنعاشنا من هذا النوم المغناطيسيّ في المتشابه، والوهم الذي يسرقنا ويرمينا في هاوية اللاشيء. برافو يا هيفاء عمل كبير في الترجمة والانتقاء كالمعتاد البديع لاالرتيب 😉
ساراماغو عظيم يا عبدالله.
شكرا لك، لكنني لم اترجمها فقط اقتبستها : )