في بداية حياته الكتابية لم يستطع أورويل دعم نفسه مادياً بالكتابة وحدها، وكانت وظائف التدريس الصغيرة التي عمل بها تلتهم حصة كبيرة من وقته الذي يخصصه للكتابة وهذا سيبعده عن الأوساط الأدبية وإن كان قد عُرِف فيها. لحسن الحظّ عثرت له قريبته نيلي على وظيفة جيدة في مكتبة للكتب المستعملة وبنصف ساعات العمل اليومية. كان اسم المكتبة “ركن محبّي الكتب” وكان العمل بها مثالياً لجورج أعزب الحادية والثلاثين.
كان يستيقظ في السابعة صباحاً، ويذهب لفتح المكتبة في 8:45 صباحاً ويبقى هناك حوالي الساعة. ثم ينتهي عمله ليأخذ وقتاً مستقطعاً حتى الثانية بعد الظهر. وبعد ذلك يعود من جديد للعمل حتى السادسة والنصف مساءا. هذا العمل الجديد منحه حوالي أربع ساعات من الكتابة اليومية، من الصباح وحتى بداية الظهيرة. من حسن حظه أيضاً كانت تلك الساعات أكثر ساعات يومه نشاطاً وانتباهاً.