لم تتمكن انجيلو من العمل في منزلها أبداً. “أحاول دائما جعل منزلي جميلاً، وأنا لا أستطيع الكتابة في محيط جميل. ذلك يشغلني”. كنتيجة لذلك كانت تعمل دائماً في غرفة فندق أو نزل صغير، وكلما كانت تلك الأماكن مجهولة كلما كان ذلك أفضل. تصف مايا روتينها اليومي في لقاء أجري معها في 1983م:
“استيقظ عادة في الخامسة والنصف صباحاً، اصبح جاهزة لشرب قهوتي في السادسة وأفعل ذلك مع زوجي. يخرج بعدها لعمله في السادسة والنصف وأتبعه بالخروج. احتفظ بغرفة فندق صغيرة لأكتب فيها. هناك اترك قاموساً ونسخة من الإنجيل، وورق لعب وزجاجة شيري. أحاول الوصول هناك في السابعة صباحاً وابدأ العمل حتى الثانية بعد الظهر. إذا كان العمل متعثراً فإنني أتوقف عند الثانية عشر والنصف ظهراً، وإذا كان يسير بشكل جيد اكتب حتى أتوقف. المكان معزول ورائع! اكتب وأحرر ما اكتبه في نفس الوقت، ثم أعود للمنزل. آخذ حماماً، أعدّ العشاء واستقبل زوجي بعد عودته من العمل بلا مشاغل. نعيش حياة طبيعية، نحتسي شراباً ثم نتناول العشاء وبعد ذلك أقرأ له أحيانا ما كتبته في ذلك اليوم. لا يعلق، وأنا لا استدرج تعليقاته على أية حال لأنني لا اطلبها من أحد غير محرري. لكنني أجد أن الاستماع للتعليقات جيد. أحيانا استمع لخلل فيما كتبته وأسعى لتصحيحه في الصباح التالي.”
برنامج غريب ومختلف كثيرا بالنسبة لامرأة تحترف الكتابة …استمتعت بالسلسلة الشيقة ياهيفاء متعك الله بالعافية ، وكل عام وانت وأحبائك بخير
هل تأخرت بالرد على هذه السلسلة الممتعة؟!
اتمنى أن تكون الإجابة لا.
حقيقةً تمتد صحبتي لهذه المدونة ثلاث سنوات متتالية و أربع آو تزيد متقطعة.
و لا تتعدى ردودي اثنان أن لم تخني ذاكرتي.
لكل تدوينة أملك رد و لكن الكسل و التسويف يطير به !
على كلاً الكلام عن مدونتك يا هيفا يطول و يتسرب مني كالعادة (:
كثير من الاشخاص كتب عن طقوس المبدعين حتى أن بعضهم اصدر كتب عنها، لكن كقارئة اعرف أنه لم يكن هناك عمل مجد و تصور متكامل يجذب القارئ حتى لا يمل.
أنتِ في هذه السلسلة كنتِ العكس فجهدك تبين في التفاصيل كما بالتصور العام لهذه السلسلة، ابتداءًا من اختيار الصور الابيض و الاسود مع الاهتمام بالمقاس و أيضًا عدم تداول الصور بكثرة فجميعًا رآء صور لهولاء المبدعين، و لكن بعض الصور المختارة بهذه السلسلة اعترف أنني للمرة الأولى ارآها!
كما أن اسلوب الكتابة المكثف بتفاصيل المبدع بدون اسهاب ممل. و الأهم من هذا الثيمة المخفية بين الأغلبية منهم “الصباح – العزلة- الرغبة الملحة و تطويع المزاج”.
في كل تدوينة من هذه السلسلة نجد ذاتنا و بعض مما يواجهنا كقرآء.
و إذا كان لي إن اذكر ما استفدت منها سأقول تطويع المزاج العكر الذي نجد انفسنا نستسلم له فنضيع كثير من فرصنا، و أيضًا البحث الدائم و المستمر عن الشغف فيما نحب و نرغب بعمله.
(F)