“لستُ قادرة على الانضباط” تقول روبنسون. وتكمل “اكتب عندما تسيطر علي الرغبة في الكتابة بقوّة. عندما لا أشعر بذلك لا أكتب، لا أكتب مهما حاولت. حتى وإن أردت العمل على كتابة شيء من أجل الاستمرار فإنني انتهي إلى كره ما كتبته، وهذا يصيبني بالكآبة. لا أريد الانتظار حتى يحترق الورق ويصعد للخارج عبر المدخنة.”
روبنسون لا تستطيع المحافظة على روتين كتابيّ ثابت لكنها تستفيد من فترات الأرق وتسخّرها لصالحها. “استيقظ وذهني صافٍ تماماً، العالم صامت، استطيع القراءة والكتابة. يبدو ذلك كوقتٍ مسروق، كأنني حظيت بـــ28 ساعة في اليوم.”
من خلال متابعتي للحلقات الّتي تكتبينها هيفا ولما قرأته مسبقًا عن كُتّاب مختلفين كان انطباعٌ ما يتركزّ عندي ثمّ أجد ما يناقضه وهكذا أنا بين أن أؤمن بهِ يومًا وأنقضه في اليوم الآخر. ألا وهو عن الفرق بين الرجل والمرأة في التعاطي مع الفنّ!
لم أحتكّ بنساء فنانات كما قرأت وتابعت رجالًا وكِبارهم كان الفنّ بالنسبة لهم مِرانًا دائمًا، ومارلين عززت هذا الإنطباع لديّ فأنا مثلًا مهما حاولت الإلتزام بكتابة نصّ أدبي بشكل يوميّ لا أستطيع ذلك رغم أنني قد أملك فكرةً جيّدة أو مخزن أفكار في مسودّة قديمة. لماذا أشعر أن الرجل يستطيع أن يتفاعل مع الفكرة عقليًا أكثر من المرأة بمعنى أنّه ما إن يملك الفكرة وتحوز كامل إهتمامه وإثارته يستطيع أن يكتبها كلّ يوم، بينما المرأة تحتاج لأن تتفاعل مع الفكرة عاطفيًا كي تستمرّ فيها فلن تستطيع تحويلها لتمرين يوميّ مالم يكن هنالك دافعٌ عاطفي يخلق لها الحاجة للكتابة.
حاولت لمدّة أسبوع أن أكتب دون أن يكون لي نيّة الكتابة عن شيء محدد واستطعت الإستمرار لأوّل مرة لما يزيد عن أسبوع في كتابة رسائل وعززت انطباعي هذا، فما رأيك هيفا ؟ هل تشعرين بذلك أيضًا؟ أم أن الأمر لا علاقة له بالرجال والنساء!
أهلا رحاب،
أكبر دليل على أنه لا فرق هو التزامي اليومي بهذه التدوينات ولمدة 25 يوماً الآن. كل يوم أجلس واكتب، صحيح أن العملية ترجمة أكثر منها كتابة لكن فكرة الجلوس اليومي في موعد محدد مع طقوس أخرى محددة أعادتني لنقطة صارعتها كثيراً. “لماذا لم انشر كتاباً بعد؟” والاجابة كانت لأنني لم التزم بروتين كتابي ثابت. أنا اكتب الطقوس بمتعة كبيرة، لم أجد نفسي مجبرة وإن اجبرت فلأنني عاهدت نفسي بكتابة 30 تدوينة. والكتاب والكتابة عموماً ستكون في مواضيع أحبها وانتظر الفرصة للتعبير عنها. اشعر أن الموضوع واسع وبدأت اتوه في الحديث هههه الفكرة التي أريد ايصالها إن كل مبدع ينتج بغزارة ويستمر بتقديم شيء ثابت هو يفعل ذلك بحبّ وعاطفة. ويمكن عشان كذا مارلين كانت توقف لفترات لأنها لا تريد كره ما تفعله لأنه أهم شيء لديها.
بعد الانتهاء من هذه السلسلة سأتحدث عن كتابتها وعن الروتين بشكل عام، مررت بلقطات استنارة كثيرة خلال هذا الشهر وسأشارككم إياها : )