الفيلسوف والروائي الإيطالي المعروف امبرتو إيكو يقول بأنه لا يملك روتين كتابيّ ثابت. “لا يوجد قاعدة” يقول في 2008م “بالنسبة لي سيكون من المستحيل الحصول على جدول عمل. يحدث أن أبدأ الكتابة في السابعة صباحاً وانتهي في الثالثة فجراً، متوقفاً لتناول شطيرة. وأحياناً لا أشعر بالرغبة في الكتابة أبداً.” ذات مرّة وبعد إلحاح شديد من مُقابِلِه وسؤاله عن طقوسه الكتابية اعترف أنها قد لا تتغير كثيراً.
“إذا كنت في بيتي الريفي على التلال حينها يكون لديّ روتين. ابدأ يومي بتشغيل جهاز الكمبيوتر، اقرأ بريدي الإلكتروني، ابدأ بقراءة شيء آخر، ثمّ ابدأ الكتابة إلى ما بعد الظهر. لاحقاً اذهب إلى القرية، اشرب في الحانة واقرأ الجريدة. ثم أعود إلى المنزل لأشاهد التلفزيون أو الــDVD حتى الحادية عشرة ليلاً. ثم أعمل قليلاً حتى الثانية صباحاً. هناك في الريف، لديّ روتين ثابت لأنني لا أتعرض للمقاطعة والمشاغل. عندما أكون في ميلانو أو الجامعة، لا أكون سيد وقتي، هناك دائما شخص يقرر ما عليّ فعله.”
حتى بدون مساحات الكتابة الطويلة يجد إيكو الوقت للإنتاج فيما يتبقى له من يومه. يقول لمقابله الذي أجرى له لقاء لباريس ريفيو :”هذا الصباح اتصلت بي، واضطررت للانتظار قليلاً لركوب المصعد، ومضت عدة ثوانٍ حتى وصلت لبابي. في هذه الثواني التي مضت كنت أفكر في قطعة جديدة للكتابة.”
انتابتني نوبة من الضحك الغير مبرر لأنني اليوم بالذات قضيتُ وقتًا طويلًا في قراءة مقالات عن أو مع إيكو، هذه التزامن جميل. وأنعش رغبتي في الكتابة حقيقةً.
مذهلٌ كيف له أن يكتب ويستغرق لوقتٍ طويل كهذا! كنت اقرأ عن روايته اسم الوردة ثمّ عدت لاقرأ ماذا كتبتِ عنها، ألا تفكرين في إعطائها فرصةً أخرى؟
أهلا رحاب،
نفس الفكرة تزورني كل مرة اعبر باسمه، قرأت اسم الوردة أول مرة في ديسمبر بعيد، وكل ما جاء ديسمبر أفكر فيها! ويحدث أني لا أعطيها فرصة، قد يحصل ذلك يوماً ما.