(قصة قصيرة)
قالت لرأسها تعال نجلس، نجلس قليلاً هنا ونتأمل، لن أطالبك بشيء جدّي، لن تعمل لأكثر من ساعة صدقني، هيا نستمع للموسيقى. هذا الاسبوع اخترت لك روائع كلود ديبوسي للفلوت والهارب وآلة ثالثة نسيتها الآن بينما نحن نتأمل زجاج النافذة المتسخ. هل أنت بخير؟ هل الاريكة مريحة؟ هل أعطيك فرصة للردّ أو الصمت؟ لا شيء حسناً. دعني أخبرك بشيء آخر، الصناديق في زاوية الغرفة ستكمل شهراً بعد عدة أيام كان من المفترض – لو أننا لم نختلف – أن أملئها بملابس ومتعلقات أخواتي الغائبات قليلاً، لا أحبّ الحديث عن الغياب والوداعات، تشغلك؟ لم يكن من الجيّد اثقال الرفوف الآيلة للسقوط بالمزيد من الأحمال أليس كذلك؟. لكنّ رأسها لا يجيب، وتعود للصمت قليلاً، يتنفس الرأس الصعداء يتمنى أحياناً لو أنّ الذراع تطيعه وتصفعها، أو تسدد لكمة في وسط جبينها، لكنّه لا يصل لهذه المرحلة من الإجرام، ولو فعل ذلك ستكتشف نواياه، وتعاجله بقرصيّ آدفيل، آدفيل صديقها الآخر الذي يحضر بكثافة عندما يجتهد في الاحتفال بفوضاه.
(علبة)
أخبئ عتبي المتراكم في علبة صغيرة، إلى جانب علبة الازرار البديلة للقمصان، ولم استخدم أياً منها لليوم!
(قهوة)
خلال عطلة نهاية الأسبوع وكلما صنعت كوب قهوة يذكرني أفراد عائلتي بالتحدي الذي قلت بأنني سأخوضه بداية من ١٩يناير وأسبوع بلا قهوة، أيضاً أذكر نفسي، كل فنجان قهوة يشبه العشاء الأخير، فأزيد من كثافته، وارتشفه ببطء حتى يفقد حرارته تدريجياً، وبمناسبة الحديث عن فناجين القهوة الباردة وجدت هذه المدونة التي تقدم قراءات موسيقية متنوعة – غالباً أجنبية – واسمها بالتأكيد يمتدح القهوة الباردة. اليوم وبينما كنت أتأمل وحدتي وأتذكر محمود درويش وحيداً يصنع القهوة ووحيداً يشربها، أتأمل نظرات الآخرين الغرائبية بعد أن توسطت مقهى مزدحم وطلبت القهوة ومفن بالتفاح، عبر والدي أمام زجاج المقهى، ولم أحاول طبعاً الركض، اتصلت به وطلبت أن يشاركني الطاولة، اقتسمنا الكعكة، وطلب فنجاناً آخر، تحادثنا قليلاً وغادر المكان. القصة بلا هدف لمن يقرأها لكنها كذلك بالنسبة لي. لم يحظى رأسي المريض بلحظته العظيمة في اجترار الأحزان والغيابات، والكعكات المشتركة التي اقتسمتها مع الآخرين، وفناجين القهوة التي تدور وتدور. .
(حنجرة مسروقة)
Madeleine Peyroux، هذه الجميلة سرقت حنجرة بيلي هوليداي.
القراءة لك .. والمرور اليومي على قُصاصات ورقك .. حتى لو أنني أحياناً لا أفهم أو استوعب كل ما يُكتب لانشغال بالي أو في الحقيقة أنني *لا أفهم هذه الجزئية من هذا الموضوع* إلا أنني أشعر بالكثير من
beautiful satisfaction, something i can’t simply describe, its a deep feeling of awesomeness mixed with intelligence ..
حاولت جاهدة أن أعبر عن هذا الشعور بلغتين مفصولتين وعن مشاعر لا ترتبط عادة إلا أنه هذا ما أشعر به .. تثيرين الكثير من حميمة مع الاشياء والمواقف .. تجعلين من كل شيء تمرين به صوت وروح وحياة وقصة .. مُدهش …
وتدور أكواب القهوة .. تدور تدور .. وأحياناً تسقط وتتهاوى .. بصحتك هيفا
خاصة وقريبة من الروح أكثر مما تتصورين يا فاطمة، الايام القادمة تحمل لك مفاجأة صغيرة سأخبرك حينها ♥
*قلوووب تطييير*
أحببت فقط أن أقول أني مررت من هنا، كما أني أحببت الموضوع.