كانت الساعة الثالثة صباحاً عندما رن الهاتف لأول مرة ولكنه توقف، وما أن وضعت رأسي من جديد لأنام حتى سمعت بعض الطرق على باب غرفتي، وضعت قدماي بكسل على الارض وخطوت باتجاه الباب، ولكنني توقفت وتذكرت بأنّ غرفتي بلا باب، منذ تلك العاصفة الرملية التي كادت تقتلني، أزلت الأبواب كلها، أصبح المنزل مفتوحاً على المدى، باب رئيسي وحيد يكفي، أزلت الأبواب بعد أن اقتحم الغبار غرفتي وأنا نائم، وبحثت عن الباب ولم أجده، ما فائدة الابواب إذا لم تجدها؟ ما هذا الطرق إذاً؟ وصلت للباب الرئيسي انتظرت قليلاً، لم يتكرر الطرق فعدت مكاني، ما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى عاد الطرق، إنها أوهام الثالثة صباحاً التي حذرتني منها جدّتي. نهضت لأضاءة المصابيح، وشعرت ببرودة تمتد على عنقي، تحسسته وكانت البرودة بللاً، امتد البلل إلى كتفي، بعد إضاءة المكان نظرت لوسادتي وكانت هناك، بحيرة صغيرة من الدماء، لم يكن الطرق إذا، بل نبضي المتسارع وأذني النازفة، حشوتها بالقطن، ضمدتها عشوائيا بانتظار الصباح، مع ساعات النهار الأولى وضحك الطبيب المتواصل من حكايتي اكتشفت بأنّ ذلك لم يكن سوى عرق تمّوز!
* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.
أحبُّ الكتابات الخلاقة يا هيفاء، أحبُّ الكتاب الذين لا يركنون إلى السائد ويتفادون أن تكون نبرتهم مكرَّرة. أنتِ أحدهم (f)
كنت اتخيل أن مهمة الكتابة على قالب مسبق، أو وفق خيار محدود صعب جداً، اسعد كثيراً عندما لا تخذلني عضلة الخيال .
شكرا بنان ، كثيرا (F)
أشعر برعب غريب ..
هيفا كانت رحلة ولم تكن سهلة ..
لا أعرف إن استمتعت أم أصبت بقلق بدأ يزول.. ولكنك خلاقة كما قالت بيكوك! شيء مذهل لا يتكرر وصفك..
كل مرة اجلس عند جهازي لكتابة تدوينة جديدة، اتذكر بداية الفكرة، والحماس، نادرا ما التزم بكتابات مسبقة التخطيط أو ذات ثيمة موحدة، تذكرني باختبار التعبير، واختياري للموضوع الحرّ كلّ مرة .
شكرا لك يا فاطمة، منحتينا بهجة عشرة أيام متواصلة ، بارك الله فيكِ عزيزتي (L)
أذهلتيني فعلاً و بقوة
ما شاء الله مني تحديداً ١٠٠ من ١٠٠
شدني الوصف و القلقل و التساؤلات الذهنية و أخيراً أبهرتننني الفكرة:))
بشرى ،
المرات التي حصلت فيها على علامة ١٠٠ من ١٠٠ نادرة جداً واذكرها جيداً، والآن ستكون هذه منها .
شكرا لك (F)
من أجملُ القصص التي قرأتها على الإطلاق !
العنوان يا هيفاء العنوان .. عبقري جداً ..
قارئة متذوقة وجميلة مثلك وتقول لي ذلك، اسعدتيني كثيراً : )
العناوين دائما مشكلة دائما ، ولكنها تبرز وتعلن نفسها لنكتبها .