هل تعرف لماذا ترتفع سقوف المطارات، تبهرج، تُملأ بالاضواء والنقوش؟ لماذا تهدر مكيفاتها بصوت مرتفع، لماذا يزأر الموظفون عبر الميكروفون لنداء الرحلات؟ هناك سرّ صغير لا تعرفه يا صديقي، سرّ صغير يجيد كلّ القائمون على المطارات اخفاءه.. وداعاتنا، دموعنا، قلقنا، خوفنا الذي نجيد اخفاءه خلف ابتسامات نرسلها وأسئلة سمجة عن الطقس والسياسة، أغلفة الكتب بين أيدينا، وأمتعتنا المفقودة. كلّ هذا يصعد للسطح، أتعلم لو لم تكون سقوف المطارات مرتفعة ماذا سيحدث؟ سيسقط الأسى على رؤوسنا يا صديقي، ونموت !
* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.
من أسئلتك.. عرفت الآن إجابة السؤال الذي أثارته مسافات الأرض الجافة الممتدة حول المطارات..
“تُعوِّدنا البُعد”!
أوه ..
أحياناً عندما أرفع رأسي لتأمل سقوف المطارات أشعر بأن أحد ما خلفي مسرع سيدهسني بعربته التي يدفع بها حقائبه، أخاف التوقف جداً في المطارات ولا أذكر بأنني مررت في حادث سابق ولكن السرعة في تعجيل كل شيء لكي لا ننتبه بشدة لتلك المشاعر التي تعترك في صدورنا ..
نصوصك تثير العقل بأن يفكر .. يتفكر .. يتأمل ..