في كتابها الصغير بحجمه والمليء بالافكار المحفزة والمنعشة What the Most Successful People Do Before Breakfast وضعت لورا فاندركام خطة لتغيير حياتكم بدءا بالصباح. فالصباح يحمل المفتاح لبقية اليوم– معلومة غير جديدة طبعاً– هذا الكتاب دليل ممتع وسيساعدكم على تغيير روتينكم الصباحي إلى الأبد. الكتاب باللغة الانجليزية لذلك حاولت نقل ما يمكنني إلى اللغة العربية – باختصار– وبالطبع بعد تجربة شخصية أفادتني أحببت أن تشاركوني إياه.
في البدء تتحدث لورا عن بعض الاحصائيات المرتبطة بالبالغين العاملين وأن متوسط عدد الساعات التي يقضيها الفرد منذ استيقاظه وحتى وصوله لمكان عمله حوالي ٣–٤ ساعات! ما بين الازدحام، تناول الفطور، الاستعداد، وانجاز المهامّ المرتبطة بالاسرة أو المهام الشخصية المتعددة.
درست الكاتبة حياة بعض الناجحين وجداولهم الصباحية لتجد أنها وبينما لا تزال في فراشها، البعض يكتب، والآخر يتمرن، وهناك من يتناول فطوره الغنيّ والمغذي، ويتأمل ويبتكر شيئاً ويتقدم في عمله.
تقترح لورا –مثلاً– ووفقاً لدراسة أحد الناجحين، أنّ تبتاع القهوة أو الفطور، أو حتى صحف الصباح من نفس المكان، في كلّ مرة تعبر الباب، أو تمرّ بنافذة طلبات السيارات ستجد أن فريق العمل، يجهزون طلبك ما إن يتعرفون عليك، ولا مانع من طلب ذلك مسبقاً، كل يوم وفي الوقت المحدد سآتي من هنا وأريد قهوتي الساخنة والجاهزة. تذكرت مع قراءة هذا المقطع أنني كنت أمر بمقهى صغير قرب مقرّ عملي السابق، ودون انتباه منّي أصبح الموظف يعدّ القهوة الذي أحبها قبل وصولي بدقائق أجده يقربها من نافذة الطلبات، حتى أنني أصبحت أخجل من تجربة قهوة جديدة – وهذه قصة أخرى متعلقة بعقدي الشخصية – . تقول لورا: اذا أردتم الانتظار لنهاية الشهر لتوفير مبلغ ما من الراتب الشهري فلن تتمكنون من ذلك، نفس الشيء ينطبق على وقتكم اليوم، الانتظار لنهاية اليوم وتخمين ما سيتبقى منه لن يفيدكم. مثلاً تأجيل أداء التمارين الرياضية وتركها لنهاية اليوم لن يكون ناجحاً إذا كانت طبيعة عملكم متغيرة من يوم لآخر – وحتى دراستكم– هناك الساعات الممتدة الاضافية لحضور ورش عمل، أو الخروج للتسوق، أو زيارة اجتماعية طارئة، كل ذلك يحدث في المساء بعد ساعات العمل، لذا سيكون وقت الصباح الوقت الأمثل لأنه الأكثر ثباتاً.
لدينا ١٦٨ ساعة أسبوعياً، ولكنها لا توزّع بالتساوي على كل المهام التي نقوم بها.
وجدت إحدى الدراسات أن المهام التي تتطلب قوة إرادة أكبر وعزيمة على الاستمرار الأفضل البدء بها في ساعات الصباح الأولى، موضوع العزيمة هذا ينتقل بالحديث إلى تفاصيل أكثر. عادة نملك نفس الطاقة –طاقة الارادة طبعا– لكل شيء يحدث حولنا، الارادة لمقاومة أنواع معينة من الطعام –مثلا–، الرغبات المتعددة، الغضب من زميل عمل متعب، ونستخدم نفس الارادة لاتخاذ القرارات والتفكير! ننتهي دائما بإرادة وعزيمة خائرة مع نهاية اليوم.
وجد البروفيسور روي باوميستر –المتخصص في علم النفس– أن هناك نمطاً لطاقة الارادة البشرية، وهذا النمط يتفكك ويصاب بالوهن في وقت محدد من اليوم، غالباً مساءاً، الحميات الغذائية تُكسر في المساء، المدمنين يصابون بالانتكاسات مساءا، الجرائم تُرتكب بعد الحادية عشرة مساءا، المقامرون..الخ. كلّ القيود تتحطم مساءا، على العكس في الصباح، وبعد ليلة نوم هانئة يستيقظ البشر بقوة إرادة طازجة، ومعنويات مرتفعة. والكثير من التفاؤل.
وجدت إحدى الدراسات أن كلمات مثل “رائع” و“ممتاز” تتكرر بالظهور في الشبكات الاجتماعية مثل تويتر بين الساعة السادسة والتاسعة صباحاً، أكثر من أي وقت آخر في اليوم.
لذلك نحنُ في ساعات الصباح الأولى أقدر على القيام بالمهمات التي تتطلب إرادة وعزيمة داخلية، مهام وخطط لا نحتاج للعالم الخارجي لمكافأتنا عليها! إذاً الحلّ في ترتيب الأولويات، الأولويات الشخصية.
ما هي أفضل العادات الصباحية إذاً؟
–تغذية الحياة العملية.
نحنُ بحاجة لتحسين أوضاعنا العملية، التدريب على مهامّ جديدة، التواصل مع الزملاء، التخطيط للمشاريع، كل ذلك يمكن البدء به صباحاً وقبل التوجه للعمل، وبعيداً عن الانقطاعات المتكررة.
–تغذية العلاقات الشخصية، إعطاء الأسرة والاصدقاء أفضل ما لدينا.
وجدت بعض الاحصائيات أن الازواج العاملين – والاسر العاملة عموما– لا يجدون الوقت الكافي للكلام يومياً، بعض الازواج لا يجلسون للاحاديث لأكثر من ١٢ دقيقة يومياً، أي ٨٤ دقيقة أسبوعياً، ولو كان الافراد ينامون ٨ ساعات يوميا، ويعملون لـ ٥٠ ساعة أسبوعياً فسيبقى لهم حوالي ٦٢ فائصة أسبوعياً. هناك الكثير من الوقت الفائض فلماذا لا يُستغل للتواصل الصحي وإصلاح المشكلات العالقة؟
–تغذية أنفسنا، بالرياضة والطعام، والهوايات والتأمل.
كما نعرف ونردد دائماً، إن الجسم أشبه بالمحرك وله ميكانيكا خاصة، هذا المحرك يحتاج للوقود والتغذية والصيانة الدائمة لكي يعمل بشكل أفضل.
كيف تعيد تهيئة صباحاتك؟
وضعت لورا هذا الفصل في ختام كتابها القصير، فصل توصلت إليه بمراقبة روتين الناجحين وعاداتهم اليومية، لكي تصنعوا أفضل ما يمكن في صباحكم اتبعوا الخطوات الخمس التالية:
١– راقب وقتك.
لتمضي وقتك بشكل أفضل تعرف إلى أين يذهب. مثلما ينصح اخصائي التغذية الافراد بالاحتفاظ بمذكرات يومية يسجلون فيها كميات طعامهم، انواعها، وكم سعرة حرارية يستهلكون، تنصح لورا بفعل ذلك إنما بالمهام اليومية وكم نستغرق من الوقت فيها، كم ساعة نوم، كم ساعة تضيع في لا شيء! هنا جدول لـ ١٦٨ ساعة الاسبوعية وكيف أن تسجيل ما نفعله فيها سيساعدنا، الجدول مثال على خطط وجداول كثيرة ستجدونها في حالة بحثتم بنفس المجال.
٢–تخيل صباحك المثالي.
كيف يبدأ؟ كم ساعة نوم؟ كيف تحبّ وجبة افطارك؟ قهوة غنية ومعدة بهدوء؟ مع كتاب؟ أو العمل على فصل من كتابك؟ حياكة شال صوفي؟ الركض لأميال؟ الاتصال بشخص قريب؟ الدردشة مع أفراد عائلتك خلف المحيط؟ كل هذه سيناريوهات مثالية للصباح. قبل عدة أيام أخبرت أختي –الوسطى– بأنني أحبّ اليوم الذي تستيقظ فيه، وحالياً هذا هو سيناريو اليوم المثالي، النكات التي تلقيها، تشاركنا في وجبة الفطور، والدي وحماسه لتحليل مباريات كرة القدم لليلة الفائتة، حتى وإن أفسد علي متعة مشاهدتها مسجلة. كل ذلك يندرج تحت سيناريو يومي المثالي، ويمنحني طاقة هائلة لمواجهة بقية اليوم، مهما كانت معكرات المزاج، ومهما بلغت من القوة.
٣– العمل على الجانب اللوجستي.
يقصد بذلك التفكير في الوسائل والافكار التي ستجعل من السيناريو المثالي–المتخيل– واقعاً حقيقياً. هل الاسيقاظ في وقت أبكر سيجعل ذلك ممكناً؟ هل اعداد الفطور من الليلة الفائتة سيجعله أسهل؟ توقيت ماكينة القهوة؟ الاتفاق على صباحات مشتركة مع العائلة والاصدقاء؟ كل ذلك يندرج تحت جانب التخطيط والتهيئة.
٤– بناء العادات.
كيف ستبني عاداتك الصباحية؟ النوم أبكر، الاستيقاظ أبكر، مراقبة معدلات الطاقة خلال اليوم؟ أي ساعاته أكثر نشاطاً وانتباها؟. الأهم من ذلك كله، العمل على بناء العادات ببطء وبشكل منفصل وتدريجي. استخدام الرشوة مع نفسك قد يفيد، وأنا استفدت من هذه التقنية مع نفسي لمحاربة القيلولة، أجعل وقت الظهيرة وقت قراءة كتابي المفضل، أعد لنفسي الحلوى المفضلة، أو اشتريها، واصنع فنجان قهوة، أيضاً اترك وقت مشاهدة البرامج المفضلة والافلام الوثائقية يتزامن مع موعد قيلولتي – التي ادمنتها طويلاً– كل هذا يساعدني على المواصلة والالتزام. لأن ترك القيلولة الطويلة ساعدني في النوم باكرا، ثم الاستيقاظ ابكر.
٥– التعديل كلما كان ذلك لازماً.
لا يعني بناء العادات الالتزام بها للابد، كلما تغير نمط حياتك، تحتاج لتغيير عاداتك الصباحية، قبل الالتزام بجدول التدريس في الجامعة كانت فترة الصباح مطاطية –جدا– ومع أنني استيقظ باكرا حتى اعتدت ذلك إلا أنني لم التزم بوقت معين، كانت هرتي منبهي اليومي، لكنها تتأخر من يوم لآخر أو تبكر جداً لذلك لا يصلح الاعتماد عليها في دوام رسمي.
هذا هو الكتاب باختصار شديد، وستجدون في الروابط التالية بعض المعلومات المفيدة.
جميل، مضى وقت منذ آخر مرة استمتعت بقراءة تدوينة بمعلومات طيبة، شكراً جزيلاً، دعواتي للجميع بأيام- لا تنتهي -ذات صباحات مثمرة.
العفو يا علي
شكرا لقراءتك.
راااااائع
شكرا لمنحنا طلة رائعة مفصلة على الكتاب
أحببته وأنوي قراءته كاملًا بإذن الرحمن
نيللي
العفو ، قراءة ممتعة اتمناها لك
مرحباً هل لي ان اعلم كيف جعلتي مدونتك مشهوره ؟
مرحبا سلمى،
شكرا لسؤالك ، وعلى اعتبار أن مدونتي مشهوره – مع أنني لا اعتقد ذلك – سؤالك منحني فكرة تدوينة مستقبلية قد اتحدث فيها عن التدوين وطريقة تصدير اعمالك المدونة للقراء.
استمتعت كثيراً يا هيفا 🙂
شكرا هالة
حياك الله دائما
إلى (هيفا) الصغيرة التي لن تكبر ..
أشكرك على كلماتك الأكثر من رائعة, قراءتي لتدويناتك هي من أهم الأسباب للحصول على يوم مثالي!
ففي كل مرة أتفقدها وأرى أني قرأت التدوينة السابقة أصاب بإحباط شديد , تصدقين ذلك؟
أسلوبك يشدني للقراءة وليس هذا فقط, بل إنني فكرت في دخول عالم التدوين ومشاركة الناس ببعض مما عندي
أتمنى حقًا مقابلتك واستكشافك أكثر
مع خالص حبي وتقديري ….
مرحبا رغد ،
الشكر لكلماتك أنتِ، حضورك وقراءتك أنتِ وكلّ من يأخذ من وقته ليقرأني ويترك لي تعليقاً سبب رئيسي في استمرار شغفي بالتدوينعلى الرغم من انشغالي واحباطي احيانا لأنني لا امنح المدونة الحيز الذي تستحقه من ايامي.
وتجربة التدوين تجربة مبهجة وجميلة انصحك بدخولها واكيد اتركي لي خبر لكي أطلّ على بيتك : )
اووه سأكون بانتظار التدوينه اللتي تهدينا فيها خلاصة خبرتك في عالم التدوين بشغف يا عزيزتي
وش ذآ الجمآل … وش ذي التدوينة … ما أقدر أوصف إعجابي بهآ …
أشكرك من كل قلبي جاتني أفكآر كثير محفزة ..
أنا إنسانة صبآحية بمعنى الكلمة أحب الصبح بس مآعرفت أستغله ولا عارفة كيف أخطط له ..
وهالتدوينة كانت كمية أفكآر روووعة …
ليت لو أعرف من وين شريتي الكتآب ..
مدونتك في مفضلتي …
ورزقك الله سعآدة دنيآ وآخرة … يآآرب 🙂
أهلا سماح ،
الكتاب لا يوجد مطبوع، فقط نسخة الكترونية ويمكنك شراءه من iTunes أو Amazon.
شكرا لك ولدعاءك الطيّب.
شكرا لهذه التدوينه لأنها ألهمتني كثييرا
أفكر بقرآتها ثانيه وثالثه 🙂
الله على جمال هالتدوينة .. الهمتني كالعادة بس هذي المرة اكثر لاني انسانة صباحية واقدر لحظات الصباح و اتمنى دايما اقضيها بشكل افضل و بكل الطرق الممكنة .. شكرا لك
لأول مرة تمر علي هذه المدونة
جميلة جدا
ألهمتني كثيرا
سأحتفظُ بها.
رائعة يا هيفا مدونة جميلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حمستيني واعطيتيني طاقة للحياة. شكرا لك
هيفاء نحتاج تدوينة كيف أقضي اجازة 3 ايام أو متى يجب على الموظف أن يقرر اخذ اجازة؟، كموظفة في مجال عمل الضغط فيه مطاطي بين 10 ايام فراغ ويومين ضغط، لكنه يستهلك الطاقة الجسدية والعقلية، فوضى في غرفة النوم ونظام النوم، وجبات متقطعة ومطالعة شاشة الايفون أغلب اليوم بدون هدف، احس اني صرت في شرود ذهني طوال اليوم