قرّرت كتابة تدوينة مفضلات السنة بشكل مختلف هذه المرّة. لن أشير لمنتجات محددة أو تفاصيل تسوّق لاختيارات بعينها. لكن سأشارك مجموعة من الأفكار التي تبنّينها -أو عدت إليها- هذه السنة وأثرت أيامي.
تقليص عدد منتجات العناية الشخصية والتزيّن بدأت هذا العام بتبسيط روتيني اليومي للعناية الشخصية. واعتمدت على منتجات تقوم بأكثر من وظيفة، مثل كريم للوجه يجمع بين الترطيب وإضفاء إشراقة بسيطة لبشرتي. هذا التغيير قلل من الفوضى على طاولة الاستعداد واختصر وقتي اليومي في الصباح. وكلّ هذا دون أن أتنازل عن الشعور الجيد بالاهتمام بنفسي.
كيف يمكنك تبنّي هذه الفكرة؟ بالبحث عن منتجات ذات جودة عالية تقوم بوظائف متعددة. اكتشف هذه المنتجات عبر طلب عيّنات للتجربة أو اقتناء المنتج بحجم صغير (عبوات السفر) والتأكد من توافقها مع بشرتك قبل الاستثمار في المنتج بحجمه الكامل.
إعادة تدوير المحتوى وبالتحديد في مهامّي العملية، اكتشفت جمالية إعادة تدوير النصوص. أصبح ما أكتبه في لحظةٍ ما نصًا أوليًا، يُعاد تشكيله لاحقًا ليخدم أغراضًا متعددة. هذا الأسلوب لم يقلل من الساعات التي أمضيها على الكتابة فقط، بل أتاح لي أيضًا تعلم تقنيات وأساليب جديدة. فكرة واحدة قد تتطور لتصبح عشرات المقتطفات القابلة للاستخدام في منشورات أو نصّ لفيلم قصير، أو لوحة في معرض فنّي!
كيف يمكنك تبنّي هذه الفكرة؟ باستخدام أدوات إدارة المحتوى مثل مستندات Google أو Notion لتوثيق أفكارك ونصوصك. هذه التطبيقات القابلة للتحديث بشكل مستمر تضع النصوص الرئيسية في مكانٍ واحد ومن ثمّ تتيح بناء التشعبات والنسخ المطورة عنها بشكل منظم مثل المقالات، المنشورات القصيرة، أو العروض التقديمية.
التجول مع المرشدين: قصص ممتعة وزوايا تأمل جديدة. خلال زياراتي للمتاحف والمعارض في روما، جرّبت للمرة الأولى التجول بصحبة مرشدين. في الماضي، كنت أحمل خريطة أو استخدم تطبيق الجوال واتنقل بين الأجنحة بشكل عشوائي، مكتفية بما يلفت نظري من الأعمال الفنيّة. لكن هذا العام قررت الاستماع إلى القصص التي تكمن وراء تلك اللوحات والمنحوتات. بل أكثر من ذلك، وجدت نفسي اتحدث مع المرشدين عن مشاعري تجاه الأعمال والقصص التي مررت بها حتى وقفت أمام العمل الأصلي في مكانه وهذا يضفي على الزيارة طابعًا أكثر حميمية.
كيف يمكنك تبنّي هذه الفكرة؟ عند زيارة أي معرض أو متحف، اسأل عن عن خيارات غير التجول منفردين، كيف يمكن التواصل مع مرشدين سواء من داخل المكان أو عبر مواقع وسيطة؟ إذا لم يتوفّر هذا الخيار، يمكن تحميل تطبيقات الجولات الافتراضية واستخدامها خلال الجولة. والتنبّه لتوفر أجهزة التعليق الصوتي مثلا، وكلها تقدم معلومات مفصلة عن الأماكن. هناك خيار آخر يمكن الاستفادة منه حتى قبل زيارتكم لتحديد مواقع الأعمال الفنيّة المهمة مثل Google Arts & Culture.
تطبيق أبجد: استعادة حبّ القراءة الإلكترونية اشتركت بتطبيق أبجد خلال هذا العام، وكانت تجربة مختلفة فالكتب عربيّة ومتنوعة وخصائص التطبيق كلها أعجبتني. قرأت الكتب إلكترونيًا أكثر من أي وقت مضى، واستمتعت بالحصول على الإصدارات الجديدة فور صدورها. التزامي بقراءة كتاب لكل شهر أضاف شعورًا بالإنجاز، وأعادني إلى حبّ القراءة الذي ربما غاب قليلًا مع انشغالات الحياة وصعوبة حمل الكتب معي في كلّ مكان. ربما ملاحظتي الوحيدة على التطبيق هو قوائم الكتب المقترحة فهي بالنسبة لي غريبة وغير منطقية أحيانًا. لكن كنت ابحث باسم الكاتب أو الكتاب أو المترجمين لأجد اختياراتي بسهولة دون الحاجة لتصفح القوائم الجاهزة.
وجبات تختصر الوقت في مطبخي، تعلمت تحضير وجبات تجمع بين جاهزيتها وبساطتها. استخدمت مكونات مثل الصلصات المعلبة والمخللات، وأحيانًا كنت أدمج بين إعداد طبق منزلي وطلب آخر من تطبيقات التوصيل لتكوين وجبة لذيذة ترضي شهيتي في تلك اللحظة. هذا التوازن بين الطهي الكامل والاستعانة بالخدمات السريعة جعل تجربة إعداد الطعام أكثر خفة واستمتاعًا.
كيف يمكنك تبنّي هذه الفكرة؟ التخطيط للوجبات الأسبوعية مسبقًا وشراء مكونات أساسية يمكن استخدامها بطرق متعددة. يمكن تحضير الأطعمة التي تحتاج تقطيع أو تنظيف مسبقا وتخزينها في الثلاجة أو الفريزر لتوفير الوقت خلال أيام الأسبوع المزدحمة. وعند اختيار طلب الأطعمة من تطبيقات التوصيل اختار ما لا يمكنني تجهيزه في المنزل في وقت الوجبة كالمشاوي مثلًا أو السوشي.
اكتشاف مقاهي الحيّ القريبة من منزلي كان من أجمل اكتشافات العام. كوب القهوة الذي أتناوله في مقهى جديد، سواء كان ذلك في صباح أيام الأسبوع أو خلال عطلة نهاية الأسبوع، أضاف لمسة منعشة إلى يومي. أحيانًا تكون تجربة بسيطة كهذه كافية لتغيير مزاجك بالكامل.
كيف يمكنك تبنّي هذه الفكرة؟ اختر مقهى جديد كلّ أسبوع أو اثنين مع تجربة مشروبات مختلفة (أنواع مختلفة من البنّ) مع سؤال العاملين في المكان عن توصياتهم واقتراحاتهم للمشروبات والأطعمة الخفيفة. ولتحويل زيارة المقهى لتجربة ممتعة ومتكاملة انقل كتابك معك أو عملك أو أي مشروع محببّ آخر.
ترك التخطيط جانبًا واعتناق العفوية (والقليل من الفوضى) هذا العام، قررت ترك مساحة أكبر للعفوية في حياتي. جربت اختيار وجهات سفر بشكل مفاجئ، وقراءة كتب لم تكن على قائمتي، وحتى مشاهدة أنواع جديدة من البرامج التلفزيونية والأفلام. هذه اللحظات غير المخطط لها حملت مفاجآت ممتعة، وكانت تذكيرًا بأن الحياة أحيانًا تكون أجمل عندما نترك لها الفرصة لتفاجئنا.
كيف يمكنك تبنّي هذه الفكرة؟ لن أقول وضع خطة لتطبيق هذه الفكرة، بل إعداد قائمة تجمع الأشياء التي قد تثير اهتمامك لتجربتها يومًا ما. وبلا خطّة ألق نظرة على هذه القائمة من وقت لآخر واستمتع بتطبيق ما فيها. يمكن أن تضم القائمة زيارة مدينة قريبة، أو مشاهدة فيلم بموضوع مختلف عن المعتاد، أو حتى تجربة هواية جديدة مثل الرسم أو التصوير.
أتمنى أن تكون هذه التدوينة بمثابة البوصلة لكم لإيجاد تغييرات نوعية في حياتكم يسهل تبنّيها واكتشافها.